أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

سباق محتدم لكسب ولاء قوات الحرس الجمهوري وتدشين معركة “الحرس ضد الحرس”

يمنات 

من دكة الاحتياط التي ركنها الرئيس عبد ربه منصور هادي في العام 2013 م، وعين قائداً لها اللواء الراحل علي بن علي الجائفي، إلى «حرس جمهوري» و«قوات خاصة» يعاد إحياؤها اليوم ثانية، وهذه المرة بدعم إماراتي، لتكمل مهمتها كـ«حرس عائلي»، مهمته تحقيق حلم توريث السلطة الذي لم تقض عليه ثورة العام 2011 م ولا سيطرة «أنصار الله» على المعسكرات التي كان يقودها العميد أحمد علي عبدالله صالح. 

سباق محتدم بين طارق صالح عفاش وعلي صالح الأحمر وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، لكسب ولاء قوات الحرس الجمهوري وتدشين معركة «الحرس ضد الحرس».

حرس عفاش

عمليات تهريب جماعية وفردية لضباط وجنود في القوات الخاصة والحرس الجمهوري سابقاً، من المناطق الخاضعة لسيطرة «أنصار الله»، إلى قاعدة العند وشبوة والمخا، حيث المعسكرات التي أنشأتها الإمارات أخيراً لتشكيل قوة موازية لـ«الجيش الوطني» التابع لحكومة الرئيس هادي. 

هذه التحركات التي خرجت إلى العلن بزيارة العميد طارق صالح، الأسبوع الماضي، إلى جبهة المخا ولقائه بقيادة «المقاومة الجنوبية» و«التهامية» وكذا بمحافظ الحديدة المعين من الرئيس هادي، الحسن بن طاهر، الذي أفصح عن تكليف طارق عفاش بقيادة معركة الساحل الغربي، دفعت قيادة «أنصار الله» للإلتفات نحو معسكرات الحرس في صنعاء ومحيطها. 

في الـ 18من فبراير الجاري زار رئيس المجلس السياسي في صنعاء، صالح الصماد، معسكر 48 في السواد، وهناك التقى قائد المنطقة المركزية قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) اللواء عبد الخالق الحوثي، وهناك، وبحسب وسائل الإعلام التابعة للحركة، ألقى الصماد كلمة في الضباط والجنود، قال فيها: «لقد كان هناك ضباط يتعاملون مع العدو علی خلق جهود موازية لجهود وزارة الدفاع بهدف تجميد دور المؤسسة العسكرية وثنيها عن القيام بدورها وتعطيل أعمالها، وها هم اليوم انكشفوا بظهورهم على متن الدبابات والمدرعات الإماراتية بعد أن كانوا يتقمصون الوطنية ودور المدافعين عن الوطن».

وعلى الرغم من تقليل الصماد من ما يقوم به طارق عفاش بقوله إن «محاولات مرتزقة الاحتلال استنساخ المؤسسات العسكرية وألويتها محاولة بائسة لا جدوى منها ولن يكون لها أثر في الواقع والميدان»، فإن ضباطاً في معسكر الحرس بالسواد في صنعاء قالوا لـ«العربي» إن «اللواء عبد الخالق الحوثي وجه باستدعاء كافة منتسبي الحرس الجمهوري والقوات الخاصة للالتحاق بمعسكراتهم والانضباط فيها مع صرف مرتباتهم وإخضاعهم لدورات تدريبية وثقافية»، مضيفين أن لجان ترقيم في السواد بدأت في التجنيد بدلاً من الجنود الذين لم يعودوا إلى معسكرات الحرس.

حرس ثالث

ما يقوم به طارق عفاش، ومن ورائه الإمارات، لم يثر حفيظة «أنصار الله» فحسب، بل أثار مخاوف السعودية و«وكيلها» في اليمن اللواء علي محسن الأحمر، من استهداف نفوذهما معاً، ليصدر الرئيس هادي ــ كما طلب منه ــ قراراً بتعيين اللواء علي صالح الأحمر قائداً لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً)، ومقرها في محافظة مأرب. 

مجموعة كتائب تضم بين منتسبيها ضباطاً وجنوداً من الحرس الجمهوري، عين الرئيس هادي العميد سمير الحاج قائداً لها في العام 2016م، كبديل لقوات الاحتياط في صنعاء التي يقودها اللواء عبد الخالق الحوثي. وفي العام 2017م عين هادي اللواء إسماعيل الزحزوح قائداً لها، وقبل أيام تم تعيين الزحزوح قائداً للعمليات الخاصة كمرادف للقوات الخاصة التي كان يقودها العميد أحمد علي عبدالله صالح، فيما اللواء علي صالح الأحمر مطلوب منه اليوم خوض سباق مع طارق عفاش لاستقطاب ضباط وجنود الحرس الجمهوري سابقاً إلى معسكر قوات الاحتياط في مأرب لخوض القتال ضد «أنصار الله» من جبهات الجوف ومأرب ونهم، ولكن في صف الجنرال محسن والسعودية. 

سبق للواء علي صالح الأحمر قيادة الحرس الجمهوري منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى العام 1998م، حين غادر صنعاء إلى الولايات المتحدة بسبب مقتل نجله الرائد زكريا على يد ضباط الحراسة الخاصة لصالح، ليصدر الأخير قراراً بتعيينه ملحقاً عسكرياً في سفارة اليمن بواشنطن، ويعود إلى صنعاء في العام 2011م ويعين مديراً لمكتب الرئيس صالح في وزارة الدفاع.

الاحتياط

حتى الإطاحة بالعميد أحمد علي عبدالله صالح من السلك العسكري وتعيينه سفيراً لليمن لدى الإمارات في العام 2013 م، كانت قوات الحرس الجمهوري تضم 8 ألوية: اللواء 61 مدفعية وصواريخ في السواد جنوب صنعاء، اللواء 62 ميكا في فريجة بمديرية أرحب، اللواء 83 مدفعية وصواريخ في الصمع، اللواء 63 في بيت دهره، اللواء 102 في جبل الريد بني حشيش، اللواء السابع في العرقوب، اللواء الرابع في السواد، لواء الدفاع الجوي في السواد، بالإضافة إلى 3 كتائب في معسكر 48 الهندسة والشرطة والكيمياء»، هذه الألوية كانت مجهزه تجهيزاً عسكرياً عالياً ويقدر قوام منتسبيها في ذلك العام بـ 40 ألف ضابط وجندي، ليعيد هيكلتها الرئيس هادي ويعاد تسميتها بـ«الاحتياط»، فيما قوات الحرس الخاص حتى العام 2013 م كانت تتمثل في ألوية المشاة جبلي الأول والثاني والثالث ولواء القوات الخاصة في معسكر الصباحة.

ظل اللواء الأول تابعاً لصالح حتى مقتله في سبتمبر الماضي، والتحق معظم منتسبيه بالعميد طارق عفاش في قاعدة العند خلال الأسابيع الماضية. واللواء الثاني مشاة جبلي أشرك في القتال ضد تنظيم «القاعدة» في محافطة أبين العام 2012 م والآن يعسكر في محافظة شبوة ويتبع العميد طارق، واللواء الثالث مشاة جبل تم تفكيكه في العام 2013م بعد اشتباكات بين منتسبيه والشرطة العسكرية في مأرب.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى